قصص قصيرة جداً
عبدالوهاب لاتينوس
------------------------------------------------------------------
(1 )
تحبس أنفاسها ، وهي تنحشر بين جدار ضيق ، بقسوةٍ تعض شفتها السفلى ، وبيدٍ تحرث ما بين فخذيها .
أحستْ بخدرٍ لذيذ يتغلعل في جسدها ، أعترتها رعشة خفيفة ، تنملتْ قدماها ، خارتْ قِواها ، فلتتْ منها آهة مكبوتة .
لم تمر سوى لحظات ، حتى أحستْ بماء دافق ، يغسل يدها ، فأرخت جسدها ، وإتكأت على الجدار ، بجسد متشنج ، وهي تحدِّق في البعيد بعينين غائمتين .
(2 )
كان يقف في صمت مطبق ، يحدِّق بعينين غائرتين ، في الشبح الجالس أمامه ، وهو يتصبب عرقاً ، لقد كستْ حبيبات العرق جبينه ، فبدا مثل غريق أنقذ لتوه مِن أعماق بحر أو محيط .
لم يسأله أحد ، عن سبب غيابه عن العمل يوم أمس ، فهو يُدرك أن المدير لا يتساهل مع أمور كهذه .
أخيراً تلعثم بكلام غير مفهوم ، تجاهله الشبح ، أو ربما لم يفهم تمتمته .
- آسف سيدي . تمكن من النطق أخيراً ، بقلب تتسارع ضرباته كمحرك عربة . كنتُ ...
قاطعه المدير بإشارة مِن يده ، أن يكف عن التفوه بالهراء ، ثم أمره بالإنصراف بتلويحة يد أخرى .
(3 )
بعد خمسين عاماً مِن عمرٍ ، قضاه يقاتل بلا كلل ، بعد فوات الأوان ، وجد نفسه يقاتل في الصف الخطأ .
تيقن أنه يقاتل طواحين الهواء ، يقاتل العدم ، يقاتل ضد نفسه ، يقاتل من أجل اللا شيء . آنه أخرج مسدسه ، وصوبه مباشرة على صدغه ، واضعاً حداً لذاك العبث الرجيم .
عبدالوهاب لاتينوس
------------------------------------------------------------------
(1 )
تحبس أنفاسها ، وهي تنحشر بين جدار ضيق ، بقسوةٍ تعض شفتها السفلى ، وبيدٍ تحرث ما بين فخذيها .
أحستْ بخدرٍ لذيذ يتغلعل في جسدها ، أعترتها رعشة خفيفة ، تنملتْ قدماها ، خارتْ قِواها ، فلتتْ منها آهة مكبوتة .
لم تمر سوى لحظات ، حتى أحستْ بماء دافق ، يغسل يدها ، فأرخت جسدها ، وإتكأت على الجدار ، بجسد متشنج ، وهي تحدِّق في البعيد بعينين غائمتين .
(2 )
كان يقف في صمت مطبق ، يحدِّق بعينين غائرتين ، في الشبح الجالس أمامه ، وهو يتصبب عرقاً ، لقد كستْ حبيبات العرق جبينه ، فبدا مثل غريق أنقذ لتوه مِن أعماق بحر أو محيط .
لم يسأله أحد ، عن سبب غيابه عن العمل يوم أمس ، فهو يُدرك أن المدير لا يتساهل مع أمور كهذه .
أخيراً تلعثم بكلام غير مفهوم ، تجاهله الشبح ، أو ربما لم يفهم تمتمته .
- آسف سيدي . تمكن من النطق أخيراً ، بقلب تتسارع ضرباته كمحرك عربة . كنتُ ...
قاطعه المدير بإشارة مِن يده ، أن يكف عن التفوه بالهراء ، ثم أمره بالإنصراف بتلويحة يد أخرى .
(3 )
بعد خمسين عاماً مِن عمرٍ ، قضاه يقاتل بلا كلل ، بعد فوات الأوان ، وجد نفسه يقاتل في الصف الخطأ .
تيقن أنه يقاتل طواحين الهواء ، يقاتل العدم ، يقاتل ضد نفسه ، يقاتل من أجل اللا شيء . آنه أخرج مسدسه ، وصوبه مباشرة على صدغه ، واضعاً حداً لذاك العبث الرجيم .
تعليقات
إرسال تعليق