التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠

أن تحتضن الفراغ

أن تبلل وسادتكَ بالدموع ، وأنتَ تخطو نحو ليل صاخب ، لا أثر للضوء فيه . أن تحتضن الفراغ ، وحيداً . تنظر من وراء زجاج النافذة ، فتحصد قفر الشوارع ، وهدوء الليل . أن تصيخ السمع ، فتسمع هدير الصمت يتعالى في المكان ، والستائر ترقص عاريةً نشوانةً تحت موسيقى الريح التي تشق بعنف جوف الليل ؛ ذلك يا صديقي ، هو الموت يتدثر في ثوب آخر . وحيداً ، تشعل لفافةً ، تأخذ نفساً عميقاً ، تنثر بإنخطافةٍ دخانها في فضاءِ الحجرةِ الضيقة . تتابع ساهماً مسار الدخان ، وهو يتراقص في الهواءِ الطلق . تتمنى في نفسكَ لو تكون مثله ، خفيفاً ترقص بنشوةِ سكيرٍ سمم النبيذ دمه ، أو مراهق في مبارزة أولى مع الجسد . تحدِّق مزهولاً إلى أعقاب السجائر المكدسة على المنفضة الصغيرة ، ثم تطلق الشتائم . من بعيد تنبثق أضواء شاحبة ، تومض بكسل . وأنتَ تحت ظلال الضوء ، تتفرَّس وجه الليل الذي بهت مَعالِمه . تدندن أو تهمس بلحن غير مفهوم البتة . تتناول كتاباً مرمياً على الأرض ، تنوي فتحه ، ثم تتراجع أخيراً ، فتضعه على الطاولة أو على السرير البوهيمي غير المرتب .

حبي لليل

عبدالوهاب لاتينوس --------------------------------------------- رغم كل شيء ، يمكنني أن أغفر للشمسَ إن لم تلد الضوء فتبعث النهار . ولكنّي أبداً لا أغفر لليل إن لم تهبني طازجاً جسد القصيدة . أحببت الليل فيما مضى وسأحبه فيما بقي مِن عمري ، رغم أنه لم يكن طيباً معي مِن نواحي كثيرة . حبي لليل ، يوازي حبي للمرأة ، النوم ، والكتابة . ربما سأقايض الكون ، بما فيه مِن بشرٍ وطيرٍ بليلة واحدة وكفى ، أظل أحدِّق عبرها في الفراغِ الموحشِ الذي ينسلُّ مِن جوفِ الليل . في الليل تشدُّني إبتهالات الصمت التي تطنُّ بصخب لا يُسمع . تجذبني خيوط الفراغ التي تطوِّق جسد الليل . في الليل تُثملني قصيدةً ، كأس نبيذ ، ستارة تراقصها الريح ، أو حتى ظلال شاحبة تمدد . / / / 21/5/2020 

في الليل يفور دمي

عبدالوهاب لاتينوس ----------------------------------- في الليل يفورُ دمي فيُولد الحب . يستبدُّ بي توقٌ إلى جسدِ المرأةِ ، فأسيرُ مترنحاً على حبالِ القلبِ ، ربما سأصل ولو متأخراً ؛ قبل تلاشي الليل بقليل . مَن يخاف الليل ، المرأة والحب ، لا يحصد شهقة الضوء لا يلمس يد الشمس ولا يقبِّل أبداً شفاه النهار . في الليل أنسلُّ إلى داخلِ الفراغِ بقفزةٍ واحدة . هناك يمكنني أن أصرخ ملء صوتي دون أن يسمعني أحد . في أحيان كثيرة لا أعرف ماذا أريد ، تختلط عليَّ الأمور ، ولكنّي في الليل أبداً لا أخطئ ، أرى كل شيء ، نقياً صافياً لكأنه خلف نافذة زجاج شفّاف . في الليل ، لا أبحث عن حبٍّ أبداً ولا فرق لديَّ في أن أتجرَّع قصيدةً ، كأس نبيذ ، أو حتى نهداً صغيراً لم يتكوَّر بعد . صِدقاً ، أنا لا أبحث عن حبٍّ كل ما أحتاجه جسدٌ طازج يهب الشمس ، فيبعث الدفء في بحرِ الروح . كل ما أحتاجه جسدٌ وكفى . / / / 18/5/2020

تخاف أن تعيش وحيداً

عبدالوهاب لاتينوس ------------------------------------------- لا تريد أن تكون وحيداً تحصد برد الليالي الذي ينخر العِظام ويجفف زهرات الروح! تخاف أن تعيش وحيداً ، دون أمرأة قد أحبتكَ يوماً ؛ أو ربما هي لم تحبكَ أبداً ، فقط منحتكَ جسدها ذات ليلة تنوء تحت صفعات المطر! أو ربما هي لم تمنحكَ جسدها ، فقط أطعمتكَ ثدييها بين زقاق قفر مِن المارة! أو ربما هي لم تطعمكَ ثدييها أيضاً ، وإنما أنتَ مَن أغتصب منها قُبلةً فوق مقاعد حديقة تكتظ بالعُشاق! ولكن ما معنى أن تحبكَ أمرأة ؟ غير إهراق دم طازج وإنصباب عرق وسلب سكون الليل! ما معنى أن تحبكَ أمرأة ؟ غير تعب يقصف العظام غير رعشة تسكن الأوردة وطفل لا يعنى سوى زيادة بؤس العالم! ما معنى أن تحتضن أمرأة أو أن تحتضنكَ هي فوق سرير يئن أو أن تتأبط ذراعك اليسرى على الرصيف وهي تضحك بسبب أو بلا سبب أيضاً! ورغم كل هذا التوجّس ، ها أنتَ وحيداً ، لا أحد يقرع بابكَ لينزع عنك معطف الوحدة الذي تتدثر به! وحيداً أنتَ ، تصغي إلى موسيقى صمت تشبه قُداس الأموات دون أن ترفع بصركَ عن السقفِ الباهت! وحيداً أنتَ ، تحترق بأعواد ثقاب ا
لا تكتب ، على خطى بوكوفسكي... عبدالوهاب لاتينوس ----------------------------------------- الكتابة أمرٌ سهلٌ جداً ، ولكن إن لم تستطع أن تتحمّل وصمة العار إن لم تتقبل وصمة الإلحاد ، فلا تكتب . لا تكتب إن لم تتقبل وصمكَ بزيرِ النساء ، الماجن والمنحط الذي لا يعرف غير العهر والجنس . إن لم تستطع أن تقول الحقيقة كاملة عارية في وضحِ النهار ، فلا تكتب . لا تكتب أبداً ، إن لم تكن مستعداً لتخسرَ أمك وأبيك ، أن يطردك والدك ، بلا رحمة ، مِن المنزل في صباحٍ باكر ، فتشيعه بإبتسامةِ فخرٍ وتحدٍّ . لا تكتب ، إن لم يكن بوسعكَ إبتلاع تقريعات الجميع بلا مبالاة . أبداً لا تكتب ، إن لم ترَ الكتابة ؛ تجديفٌ ضد كل شيء ، حتى الرب . بحقِ الجنون ، لا تكتب ، إن لم ترَ الكتابة؛ جنونٌ مِن نوع آخر موتٌ مِن نوع آخر جحيمٌ مِن نوع آخر . صِدقاً لا تكتب ، إن لم ترها ؛ إنتحارٌ بعد ممارسة حب عاصفة . لا تكتب أبداً ، إن لم تهبكَ لذة الجنس إن لم تهبكَ لذة الإحتضار إن لم تحب ذلك ، فلا تكتب . لا تكتب ، إن لم تعشق رائحة الكتب التي تشبه رائحة الطمث . لا تكتب أبداً ، إن لم تحس يوماً برغ
قصص قصيرة جداً عبدالوهاب لاتينوس ------------------------------------------------------------------ (1 ) تحبس أنفاسها ، وهي تنحشر بين جدار ضيق ، بقسوةٍ تعض شفتها السفلى ، وبيدٍ تحرث ما بين فخذيها . أحستْ بخدرٍ لذيذ يتغلعل في جسدها ، أعترتها رعشة خفيفة ، تنملتْ قدماها ، خارتْ قِواها ، فلتتْ منها آهة مكبوتة . لم تمر سوى لحظات ، حتى أحستْ بماء دافق ، يغسل يدها ، فأرخت جسدها ، وإتكأت على الجدار ، بجسد متشنج ، وهي تحدِّق في البعيد بعينين غائمتين . (2 ) كان يقف في صمت مطبق ، يحدِّق بعينين غائرتين ، في الشبح الجالس أمامه ، وهو يتصبب عرقاً ، لقد كستْ حبيبات العرق جبينه ، فبدا مثل غريق أنقذ لتوه مِن أعماق بحر أو محيط . لم يسأله أحد ، عن سبب غيابه عن العمل يوم أمس ، فهو يُدرك أن المدير لا يتساهل مع أمور كهذه . أخيراً تلعثم بكلام غير مفهوم ، تجاهله الشبح ، أو ربما لم يفهم تمتمته . - آسف سيدي . تمكن من النطق أخيراً ، بقلب تتسارع ضرباته كمحرك عربة . كنتُ ... قاطعه المدير بإشارة مِن يده ، أن يكف عن التفوه بالهراء ، ثم أمره بالإ
صخب موسيقى الجاز عبدالوهاب لاتينوس --------------------------------------------------------------------- كان الوقت مساءً ، تقارب الساعة السادسة والنصف ، مالت الشمس بخطى واثقة نحو الغروب ، مخلفة ورائها سحب حمراء كثيفة ، تشبه دماً ودموع . في ذلك المساء ، كان الجو مشبعاً بغيوم لا تمطر ، وذرات غبار تسقط بعنف فوق أسقف المباني . كان لينينوس في ذلك المساء البعيد ، يقبع وحيداً داخل غرفته التي لا تتسع إلا لشخص واحد وأريكة صغيرة للجلوس ومنضدة صغيرة خصصت موضعاً لمنفضة سجائر ، ولاعة ، وكتب باهتة بلا أغلفة . كان يجلس بوجه عبوس مكفهر ، سانداً ذراعيه على تلك المنضدة ، يراقب حركة الشارع التي خفت عن سابقتها . يشدّه الهدوء الذي يشبه صمت الموتى . بعد هنيهة مِن جلوسه ، شعر بملل يكتنفه رغم أن ذاك الصمت كان يروقه . ربما قد شعر بقلق ما ، أمر ما ينغص عليه سانحة الهدوء تلك التي يغوص فيها . لحظات ما قبل هبوط الليل ، أمر جيد ، وبالتالي ينبغي على المرء الإستمتاع بها ، هجس في نفسه . كان فيما مضى ، يعبد هذا الطقس المسائي . إذ كلما وجد نفسه غير مشغول بشيء ، راح ينفذ ذاك الطقس بشغف وحب نافذين . تململه أ
حيث لا أمل عبدالوهاب لاتينوس -------------------------------------- الآن يمكنني أن أصرخ ملء صوتي في وجه كل شيء . هذا الصمت الذي يعصب عينيْ الضوء أبداً لا يحتمل . ربما ينبغي لي التخلص مِن كل بذرة أمل تحاول أن تنمو في أرض روحي الخربة . كنتُ فيما مضى أتشبث بكل خيط نجاة رقيق يمنعني السقوط ولو لبرهة . بينما الآن لا جدوى مِن ذلك لا جدوى مِن الخداع . حيث لا أمل ، حيث لا شيء هو كل شيء . هذا اليأس وحده يتسع لكل شيء هذا اليأس وحده يتسع لي . / / / 22/3/2020
لا تبكي عبدالوهاب لاتينوس ---------------------------------- لا تبكي حتى تجفُّ عينيْ العالم مِن دموعِ ما بعد منتصف الليل ويقشّر مِن جلده طينِ الحزنِ . لا تبكي حتى يميد الرمل تحت قدميكَ وتنخسف جبهة الكون . لا تبكي حتى ينتحر الأمل يتلاشى الضوء يُصلبُ الروح ويُذبلُ الحزن في عينيْ الله . لا تبكي حتى يتلاشى كل شيء ، دفعةً واحدة . / / / 28/4/2020
لنعانقَ أبديةً لا تنتهي ------------------------------------------- لتحترقَ الحياة ، عبر حماقة أخرى ، دفعةً واحدة ليمتَ الله ، بحبرِ نيتشه ، كان ، أو بغدرِ القصيمي ، لا يهم ليستبدَ الصمت بجسدِ اللغةِ مرةً وإلى الأبد ليتلاشى الكلام ليغرقَ كل شيء في وحلِ الوقت الراكد أو ليركض الوقت بتسارع نحو حتفه ليعيدنا إلى لحظةِ البداية ليلفَّ الموت جسد الحياة الذي يشبه تمثال حطمته مطارق الزمن فبدا باهتاً مفككاً لا يغري أحداً لينتحرَ الأمل ، أو يُصلب على شجرةِ اليأسِ في وضحِ النهار وليكتنفَ الخراب كل شيء ليبتلعه كأنه يوماً لم يكن ؛ فقط لنرتاح ، ولنعانقَ أبدية لا تنتهي! /       /       / 23/1/2020
وحده قلبي ... عبدالوهاب لاتينوس ------------------------------------- حين يجئ الليل قد أكون أكثر مِن جسد ينتصبُ بهزلِ مومياءٍ . قد أكون أكثر مِن ظلٍّ يرقصُ بين غبش الليل . قد أكون أكثر مِن روح أيضاً يتوق إلى روح أخرى روحاً يتوقُ إلى التحليقِ بعيداً خارج مدار الوقت الضيق . وقد أكون أكثر مِن فوضى يبحثُ عن حضن المعنى . في الليل ، كم يسيئني أن أتنكُّر إلى ظلي وهو ينسلُّ مِن ركامِ ضوءٍ شاحبة . يسيئني أن أمسحَ غبش الليل عن وجهي ، الذي ينضح تحت دخان سجائر ينتثرُ في بهو الغرفة . يسيئني أن أنظرَ يمنةً ويسرةً ، فلا أجد كتاباً يداهمه نعاسُ الإهمال ، وأن أجد المنفضة الوحيدة تغص بأعقابِ السجائرِ التي سالت دماؤها على مائدةِ البؤس . في الليل ، يسيئني أن أحنّ إلى بكاءٍ مُرٍّ ، إلى ذرفِ دموعِ ، فلا أجد أمرأة ألقي رأسي عليها ، وهي بأصابع رعشى تحرش بحبٍّ ، لحيتي . ويسيئني أكثر حين تفرُّ النصوص مِن بين أصابعي ، حين لا أجد نهد اللغة طازجاً يقطُّر حليب المعنى ، وحين لا أجد جسد الكتابة ، فأفتضُّ عن نُبلٍّ ، بكارته . في الليل ، كان يمكن لأي رجل آخر غيري ، لم يمسسه ض
في الليل عبدالوهاب لاتينوس -------------------------------------------- في الليلِ كل شيء يقودُ إلى المرأةِ ، الجسد ، والجنس إن لم يقود إلى الحب . في الليل لا أحدَ يخاف مِن أن تصفعه أصابع أمرأة مِن أن تخذله أمرأة تتمنَّع الحب . في الليل كل رجل يتوق إلى حضنٍ إلى جسدٍ وإلى ضوءٍ خافتٍ يهشُّ عتمةَ الروح . في الليل يتلوَّن كل شيء بلونٍ فضيٍّ يشعُ كضوءٍ في عتمةِ الليل . في الليل ينتصرُ الفوضى فيغدو كل شيء طرياً كطمي البحر ، خفيفاً كسُّحبٍّ لا تُحبل بالمطر . في الليل ينخلقُ الحب مِن وسادةٍ تسعلُ مِن ملاءةٍ تدخن بحزنِ ثكلى ومِن لوحةٍ تنتصبُ على الحائط . في الليل ينخلقُ الحب مِن موسيقى هادئة تنبعثُ مِن مسجلٍ صدئٍ مِن ستائرٍ تتقاذفها الريح ومِن نافذةٍ حزينةٍ تطلُّ على شارعٍ قفرٍ ينوء تحت زخات المطر . / / / 9/5/2020
وحدي لم أخونه عبدالوهاب لاتينوس ---------------------------------------- وحدي لم أزل أحب هذا الوطن رغم جرحه ، رغم خيانته لي ورغم طعنه لي من الأمام حيناً ومن الخلف حيناً آخر . وحدي لم أخونه أبداً ووحدي لم أزل أطعمه من لحم جسدي أسقه من ينبوع روحي . صِدقاً ، وحدي مَن لعنته بصدق وحب ووحدي مَن ذرفتُ الدموع حاراً مِن أجله . رغم ذلك ، ها أنذا يتيمٌ في المنافي أجر عربة خيبتي ، بعيداً تلفظني الحياة ، خارجها وخارج كل شيء . بلا ذاكرة ، في خدر أعيش لا شيء ينزع عني ثمالة غربتي غير صوت وردي * يصدح في صلاة أبديٍّ تهز سكون الروح . / / / 13/3/2020
ليلة أخرى ستمضي عبدالوهاب لاتينوس -------------------------------------- ليلة أخرى ستمضي نحو حتفها دون أن نفعل شيئاً . ليلة أخرى ستتلاشى ستتبدد هباءً دون أن نمارس الحياة بأي طريقة . ربما كل ما يمكن أن نحصده الآن هو رماد الليل بعد أن توقفت أنفاسنا من أثر غبار النهار . فغداً الذي ننتظره منذ زمن ربما لا يأتي أبداً . رغم ذلك علينا أن نبحث عنه في كل حين أن نطارد خطاه دون كلل ربما نصطاده في آخر لحظة . / / / 12/3/2020
كان ينبغي لي عبدالوهاب لاتينوس   إلى/ صديقي العزيز دوماً ياسر مرةً أخرى ونحن نحصد معاً صقيع المنفى .  -----------------------------------  كان ينبغي لي أن أسقط  صرخةً تنزلق مِن ثغرِ الليل .  أن أذوب في وعاء وقت  يتسع فقط للحزن .  أن أمزق جسدي وأتلاشى خفيفاً   في وحلِ الفراغ .   كان ينبغي لي أن لا أنام أبداً  طوال الليل .   فأظل أحدق ملياً في ظلي   كأنه مِن زمن آخر  لا يعرفني ولا أعرفه ،   فقط أصطدم بي صدفةً   في منعطف ضيق يغص بالعبث .  كان ينبغي لي أن أمضي وحيداً   نحو الضفة الأخرى حيث الصمت وحده  يصرخ في وجهي   دون أن أقوى على كبحه .   كان ينبغي لي أن أتلاشى سريعاً   في برهةٍ ، دفعةً واحدة ،  كضوء يفيض مِن عينيْ الشمس   لحظة الغروب .  لم تمرُّ لحظة دون أن أفكر في موت ،  في خلاص أو حتى خراب يضع حداً لكل شيء .  في خضمِ هذا العبث الذي يغمر الكون ،   ليس بوسع رجل مجنون مثلي ، أن يفكر ، أو يحلم  بنجاة الكون عبر أمل يهبط مِن سماء بعيد ،  آن تدحرجه ، كحجر مصقول ، يدي الرب .  الخراب فقط ما أنتظره بصبر كاد أن ينفد ،   و