التخطي إلى المحتوى الرئيسي

في الليل يفور دمي

عبدالوهاب لاتينوس
-----------------------------------
في الليل يفورُ دمي
فيُولد الحب .

يستبدُّ بي توقٌ إلى جسدِ المرأةِ ،
فأسيرُ مترنحاً على حبالِ القلبِ ،
ربما سأصل ولو متأخراً ؛
قبل تلاشي الليل بقليل .

مَن يخاف الليل ، المرأة والحب ،
لا يحصد شهقة الضوء
لا يلمس يد الشمس
ولا يقبِّل أبداً شفاه النهار .

في الليل أنسلُّ إلى داخلِ الفراغِ
بقفزةٍ واحدة .
هناك يمكنني أن أصرخ ملء صوتي
دون أن يسمعني أحد .

في أحيان كثيرة لا أعرف ماذا أريد ،
تختلط عليَّ الأمور ،
ولكنّي في الليل أبداً لا أخطئ ،
أرى كل شيء ، نقياً صافياً
لكأنه خلف نافذة زجاج شفّاف .

في الليل ، لا أبحث عن حبٍّ أبداً
ولا فرق لديَّ في أن أتجرَّع قصيدةً ،
كأس نبيذ ،
أو حتى نهداً صغيراً لم يتكوَّر بعد .

صِدقاً ، أنا لا أبحث عن حبٍّ
كل ما أحتاجه
جسدٌ طازج يهب الشمس ،
فيبعث الدفء في بحرِ الروح .

كل ما أحتاجه جسدٌ وكفى .
/ / /
18/5/2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص قصيرة جداً

عبدالوهاب لاتينوس ------------------------------------------------------------------- (1 ) فقد شغفه بها ، فقد التوق إليها ، بعد أن غدا حبها بلا معنى ، بعد أن غدا حباً لا يجلب غير ركام الليل . كان يريدها وجبة طازجة ، يلتهمها كلما شعر بجوع يدب في جسده ، وهي أيضاً تنظر إليه مِن نفس الزاوية ، وإن كان هناك إختلاف طفيف . لم يكن يصدق نفسه ، أنه في يوم ما ، يفقد حبه إليها ، بريقه ، أن يبهت ، فيغدو مثل خرقة قماش ، نالت منها شمس آذار . والآن كل ما تبقى ، هو فتات حب ، أكل منها الزمن ، ما تبقى هو إشتهاء جنسيٌّ فقط . (2 ) هكذا ؛ فجأةً ؛ دون مقدمات ، نزع ملابسه ، كان يسير بخطى وئيدة بمحاذاةِ الطريق . كانت شمس الأصيل تضرب جسده ، جاعلةً منه لوحة باهتة المعَالِم ، تتلقفها نظرات المارة بحنق مكبوت . ما أثار غضبه ، وأجج النار في أحشاؤه ، كان قد تناهى إلى سمعه ، حديث نفر يقتعدون على حافةِ الطريق العام ، يلوكون كلام بغير إنتظام ، قال أحدهم : تم قتله لأنه لص ، لأنه عبد وكفى . حتى في بلاد الفرنجة يجلبون المشاكل . دعس بقدمه اليمنى هذه ا

تخاف أن تعيش وحيداً

عبدالوهاب لاتينوس ------------------------------------------- لا تريد أن تكون وحيداً تحصد برد الليالي الذي ينخر العِظام ويجفف زهرات الروح! تخاف أن تعيش وحيداً ، دون أمرأة قد أحبتكَ يوماً ؛ أو ربما هي لم تحبكَ أبداً ، فقط منحتكَ جسدها ذات ليلة تنوء تحت صفعات المطر! أو ربما هي لم تمنحكَ جسدها ، فقط أطعمتكَ ثدييها بين زقاق قفر مِن المارة! أو ربما هي لم تطعمكَ ثدييها أيضاً ، وإنما أنتَ مَن أغتصب منها قُبلةً فوق مقاعد حديقة تكتظ بالعُشاق! ولكن ما معنى أن تحبكَ أمرأة ؟ غير إهراق دم طازج وإنصباب عرق وسلب سكون الليل! ما معنى أن تحبكَ أمرأة ؟ غير تعب يقصف العظام غير رعشة تسكن الأوردة وطفل لا يعنى سوى زيادة بؤس العالم! ما معنى أن تحتضن أمرأة أو أن تحتضنكَ هي فوق سرير يئن أو أن تتأبط ذراعك اليسرى على الرصيف وهي تضحك بسبب أو بلا سبب أيضاً! ورغم كل هذا التوجّس ، ها أنتَ وحيداً ، لا أحد يقرع بابكَ لينزع عنك معطف الوحدة الذي تتدثر به! وحيداً أنتَ ، تصغي إلى موسيقى صمت تشبه قُداس الأموات دون أن ترفع بصركَ عن السقفِ الباهت! وحيداً أنتَ ، تحترق بأعواد ثقاب ا

شذرات V

عبدالوهاب لاتينوس ---------------------------------- ثمة أمر وحيد لم أكن أطيقه في الليل ، هو أن أنظر مِن حولي فلا أرى أحداً يحدِّق فيَّ غير خيوطِ عناكب . لم أعشْ كثيراً بما يكفي ، لم ألثم نهد الحياة ، ولكنّي مستعداً أبداً للموت . في الليل قلبي ليس لي ، دائماً ما ينحاز إلى أمرأة . في الغالب ، نحن لا نفعل شيئاً فقط ، نقتل الوقت ثم بأقدام وَجِلة نهرب للخلف . لا أملكُ وقتاً لأحد ، لا للحب ، لا للوطن ، ولا حتى لنفسي . وقتي أبذره فقط هباءً في الكتابة .